أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية الجلسة السابقة بارتفاع ملحوظ. حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.03%، بينما قفز مؤشر Nasdaq 100 بنسبة 1.20%. وأضاف مؤشر Dow Jones الصناعي 1.05%.

كما ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية اليوم قبيل المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة المقررة في وقت لاحق اليوم، وهي مفاوضات قد تخفف من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. وقد رفع التفاؤل المحيط بإمكانية تحقيق تقدم في العلاقات التجارية من أسهم شركات التكنولوجيا والقطاعات المعتمدة على التصدير، التي تميل إلى أن تكون حساسة للغاية للتغيرات في السياسة التجارية. يأمل المستثمرون أن تسفر المحادثات عن تخفيف الرسوم الجمركية وتقليل حالة عدم اليقين، وهي عوامل يمكن أن تحفز بدورها النمو الاقتصادي العالمي.

ارتفع مؤشر MSCI AC Asia Pacific الإقليمي بنسبة 0.9% قبل الاجتماعات في لندن، بينما ارتفعت أسهم التكنولوجيا بفضل خطط الاستثمار لشركة Meta Platforms Inc. وارتفعت الأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 1.1%. وتراجع الدولار مقابل جميع نظرائه من مجموعة العشر. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو نقطتين أساس إلى 4.49%، متراجعة عن تقدم يوم الجمعة. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، بينما انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية بنسبة 0.1%.

بدا أن التوترات التجارية قد خفت بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ بعد حل المواجهة بشأن المعادن الحيوية، مما يمهد الطريق لمواصلة المفاوضات. وزاد التفاؤل في السوق بفضل بيانات التوظيف غير المتوقعة يوم الجمعة، والتي ساعدت في تهدئة المخاوف من ركود وشيك في أكبر اقتصاد في العالم.

وأظهر التقرير أن التوظيف في القطاعات غير الزراعية ارتفع بمقدار 139,000 وظيفة الشهر الماضي بعد انخفاض تراكمي قدره 95,000 في الشهرين السابقين. وظل معدل البطالة ثابتًا عند 4.2% وتسارع نمو الأجور. وساعدت البيانات في تهدئة المخاوف من تراجع سريع في الطلب على العمالة مع مواجهة الشركات لتكاليف أعلى مرتبطة بالتعريفات الجمركية واحتمال تباطؤ النشاط الاقتصادي.

انتعشت أسواق الأسهم بعد فترة مضطربة استمرت شهرين، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 للأسبوع الخامس من أصل سبعة. وارتفعت مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية سبع مرات في الأسابيع الثمانية الماضية.

من الواضح أن التركيز الآن على المحادثات التجارية. كما ذكر أعلاه، من المقرر أن يبدأ المفاوضون الأمريكيون والصينيون جولة ثانية من المحادثات التجارية يوم الاثنين، وهي الأولى منذ أن كسر ترامب وشي الجمود أخيرًا. وهذا يوفر بصيصًا من الأمل في أن أكبر اقتصادين في العالم يمكنهما نزع فتيل التوترات بشأن هيمنة الصين في المعادن الأرضية النادرة.

يجب على المستثمرين الحفاظ على تحيز المخاطر حيث تشير التطورات الأخيرة إلى أننا ما زلنا في منتصف مرحلة إبرام الصفقات في سياسة ترامب التجارية. وقبيل المحادثات، وافقت الصين على بعض طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة. كما بدأت شركة Boeing Co. في تسليم الطائرات التجارية إلى الصين لأول مرة منذ أوائل أبريل، مما يشير إلى استئناف تدفقات التجارة.

بالنسبة للصورة الفنية لمؤشر S&P 500، فإن المهمة الرئيسية للمشترين اليوم ستكون التغلب على مستوى المقاومة الأقرب عند $5,999. سيساهم ذلك في تحقيق مزيد من النمو ويمهد الطريق لاختراق مستوى جديد عند $6,013. ولا تقل أهمية مهمة السيطرة على مستوى $6,030 بالنسبة للمشترين، حيث ستعزز من مواقفهم. في حالة حدوث حركة هبوطية وسط تراجع في شهية المخاطرة، يحتاج المشترون إلى استعادة السيطرة على السوق حول $5,986. يمكن أن يؤدي الكسر دون هذا المستوى إلى دفع أداة التداول بسرعة إلى $5,975 وفتح الطريق نحو $5,962.